فيما يستمر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لليوم الـ 220 على التوالي، وما يشهده العالم من حرب إبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني في محاولات التطهير العرقي، تشهد هذه الحرب جبهة ثانية قد تكون أكثر ضراوة وتأثيراً من العمليات العسكرية التي لم تنقطع طوال فترة العدوان.
الحرب النفسية والحرب النفسية المضادة، جبهتان لا تنقطعان على مدار الساعة، حيث يحاول العدو الصهيوني ممارسة الضغط النفسي على أهالي قطاع غزة المستهدفين عسكرياً بأعتى أدوات الإجرام لدى هذا العدو، وهنا لا تغفل المقاومة عن هذه المواجهة، بل تتفوق فيها بشكل كبير.
في الحديث عن هذا الموضوع استضفنا في موقع قناة المنار الوافد من قطاع غزة إلى جامعة دمشق الدكتور عوض أبو دقة المحاضر في كلية الإعلام. حيث تم استعراض أهم مجريات هذه الحرب وكيفية سير معركة “طوفان الأقصى”.
واستشهد الدكتور أبو دقة بالكمين الذي نفذته كتائب القسام (كمين الأبرار) في خانيونس، والكمين الذي نفذته سرايا القدس في حي الزيتون، موقعة خسائر فادحة للعدد في الأرواح العتاد، حيث وصفه أبو الدقة بالمحكم، وكيف تم العمل ليثمر عن إعتراف العدو الصهيوني بمقتل 4 من صفوفه بينهم ضابط برتبة عالية، إضافة لإصابة عدد آخر ممن وقعوا في الكمين.
بالفيديو | مشاهد من كمين الأبرار لكتائب القسام
كما أشار أبو دقة إلى أهمية استمرار القتال والعمليات، متحدثاً عن رشقات صاروخية نفذتها المقاومة، كان أبرزها الرشقة على مدينة بئر السبع المحتلة، التي أطلقتها كتائب القسام صبيحة يوم الجمعة الفائت، وما تطلقه سرايا القدس من رشقات تستهدف تجمعات العدو في محاور التوغل، لتصيب أهادفاً لها أهمية استراتيجية وعملياتية لدى جيش الكيان، في أطراف محيط قطاع غزة، إضافة لما يتم من عمليات القنص.
هذه العمليات وما يصب في خندقها مما ذكره المحاضر الأكاديمي في مجال الإعلام، كانت تمهيداً للدخول في الحرب النفسية، كونها الأداة الأهم التي تستخدمها المقاومة في إدارة حربها النفسية ضد العدو الصهيوني.
وأبدعت المقاومة في حربها الإعلامية النفسية، من خلال إنتاج فيدوهات تبثها عبر قنوات الإعلام المقاوم، لتكون متابعة كما لدى جمهور المقاومة على اتساع المحور، أيضاً لدى جمهور المستوطنين، هكذا وصف ضيف موقع قناة المنار هذه الحرب، مقارنة بين عمليات المقاومة وعمليات العدو في هذه الجبهة من الحرب.
التأثير والنجاعة تظهر واضحة في التأثير على كل الجمهور كما تقصد المقاومة، فمن جهة ترفع وتثبت معنويات الشعب الفلسطيني، ومن معه من جمهور المقاومة، كما تحبط محاولات العدو في التأثير عليه، من خلال تبثه عبر أساليبها التي صارت مكشوفة وغير ومجدية، لا في زعزعة ثقة وإيمان شعبنا ولا في دق إسفين بين المقاومة وجمهورها.
ليس هذا وحسب، فما يصدره الإعلام الحربي في الجبهتين الشمالية عن المقاومة الإسلامية – حزب الله، والجنوبية عن المقاومة الفلسطينية، من مواد مصورة وتصاميم تؤثر بشكل كبير على الجبهة الداخلية الصهيونية. حيث يبرز هذا من خلال ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من مظاهرات واحتجاجات عارمة، وصلت إلى حد الاشتباك بين المستوطنين من أهالي الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة، والمتظاهرين المطالببين بإسقاط حكومة نتنياهو، مع شرطة الاحتلال.
كما ان فيديوهات الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية، تزيد من غليان الشارع الصهيوني، وتؤجج الاحتجاجات اكثر مما بدأت عليه، لتصل حد اعتقالهم بوحشية.
ويضيف عوض ابو دقة بالمقارنة بين الجبهتين، فإن الجبهة الداخلية الصهيونية اقتنعت بأن العدوان على غزة لم ولن يحقق أهدافه المعلنة، فيما أنها كانت قوية إلى حد كبير ثقة الجمهور المقاومة بمقاومته، فقد تعززت اكثر لتثبت أنها إعجازية للعدو والصديق.